Blogger news

الخميس، 3 نوفمبر 2011

╝◄ استمرار خفض توقعات نمو الطلب العالمي على النفط ►╚

 ╝◄ استمرار خفض توقعات نمو الطلب العالمي على النفط  ►╚  


 

د. نعمت أبو الصوف
توقعات نمو الطلب العالمي على النفط لم تكن قوية جدا لهذا العام قبل أحدث تقييم لوكالة الطاقة الدولية، وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية ومنظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك''، لكنها لم تكن ضئيلة في الوقت نفسه. في تقاريرها الأخيرة قامت هذه الوكالات بخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2011 مرة أخرى استجابة للتوقعات الاقتصادية غير المشجعة، خصوصا للدول الصناعية وتماشيا مع انخفاض توقعات النمو الاقتصادي. وكالة الطاقة الدولية ومنظمة أوبك خفضت أيضا توقعاتها للعام المقبل، في حين أبقت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها السابقة للعام القادم. على الرغم من عدم اليقين الذي يخيم على الاقتصاد العالمي، تتوقع الوكالات الثلاث أن يستعيد نمو الطلب العالمي على النفط عافيته في عام 2012 مقارنة بالعام الحالي.
في تقريرها الأخير عن حالة أسواق النفط، خفضت وكالة الطاقة الدولية من توقعاتها السابقة لنمو الطلب على النفط لعام 2011 بنحو 50 ألف برميل يوميا وخفضت أكثر من 200 ألف برميل يوميا من توقعات العام المقبل، حيث قامت الوكالة بتخفيض تقديراتها للعام القادم لمعظم مناطق العالم، بما في ذلك الأسواق الناشئة ما عدا الصين، حيث النمو الاقتصادي واستهلاك النفط لا يزال متماسكا.
تعكس هذه الخطوة التنقيح الأخير لصندوق النقد الدولي بخصوص توقعات نمو الاقتصاد العالمي، حيث يشير تقرير الوكالة إلى أن الاقتصاد العالمي من المتوقع أن ينمو بنسبة 3.8 في المائة في عام 2011، و3.9 في المائة في عام 2012 والمخاطر لا تزال بشكل واضح على الجانب السلبي. مع ذلك، لا تزال الوكالة تتوقع أن ينمو الطلب بنحو 1.4 في المائة (أي 1.3 مليون برميل يوميا) في العام المقبل ليصل الطلب العالمي إلى 90.5 مليون برميل يوميا، مقارنة بنحو 1.1 في المائة (أي مليون برميل يوميا) لهذا العام.
وحذرت الوكالة من أن الطلب على النفط متشابك بشكل وثيق مع النمو الاقتصادي، عليه أي نمو في الاقتصاد أضعف من المتوقع سيحد من استهلاك النفط بشكل ملحوظ. في هذا الجانب لدى وكالة الطاقة الدولية سيناريو آخر للنمو الاقتصادي لعام 2012 يفترض تراجع النمو إلى ثلث ما هو متوقع الآن، في ظل هذا السيناريو تتوقع الوكالة أن يتباطأ نمو الطلب العالمي على النفط إلى 300 ألف برميل يوميا فقط في العام المقبل.
في أحدث تقاريرها الشهرية عن أسواق النفط، أوبك لا تزال متشائمة إلى حد ما بخصوص توقعات الاقتصاد العالمي، الأمر الذي أدى إلى خفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط مرة أخرى، حيث تتوقع المنظمة أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 87.8 مليون برميل يوميا في عام 2011، أي نحو 0.9 مليون برميل في اليوم أكثر من 2010. في حين في الشهر الماضي، كانت المنظمة تتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بنحو 1.1 مليون برميل في اليوم لهذا العام.
توقعات المنظمة للعام القادم ليست أكثر إشراقا، حيث تتوقع أن ينمو إجمالي الطلب على النفط بمقدار 1.2 مليون برميل في اليوم ليصل الطلب العالمي إلى 89.9 مليون برميل في اليوم، انخفاضا من تقديراتها السابقة البالغة 1.3 مليون برميل في اليوم. وتشير المنظمة أيضا إلى أن مزيدا من الانتكاسات الاقتصادية في بلدان منظمة التعاون والتنمية وخصوصا في الولايات المتحدة يمكن أن يقلل من توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بنحو 200 ألف برميل يوميا أخرى في العام المقبل. السبب الرئيس لتباطؤ النمو في الطلب هو مشاكل الديون السيادية في الولايات المتحدة وأوروبا وخطر التضخم في الاقتصاديات الناشئة.
حتى الصين السريعة النمو شهدت تباطؤا في استهلاكها للنفط. في هذا الجانب أشار تقرير أوبك إلى أن سوء الأحوال الجوية في شهر آب (أغسطس)، الذروة الموسمية لاستهلاك النفط، حيث تسبب في مشاكل في موسم الحصاد، ما أدى إلى انخفاض الطلب. سحب الحكومة الصينية حوافز شراء السيارات الجديدة وارتفاع أسعار الوقود خفضا أيضا من استهلاك البنزين. لكن مع ذلك من المتوقع أن يستمر نمو الطلب على النفط في الصين في عام 2011، حيث تتوقع ''أوبك'' أن يصل الطلب فيها إلى 9.43 مليون برميل في اليوم من 8.95 مليون برميل في اليوم في عام 2010. في العام المقبل تتوقع المنظمة أن يصل الطلب إلى 9.92 مليون برميل في اليوم.
أما إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، التي أجرت تخفيضات كبيرة على توقعات الطلب في تقريرها السابق، قامت بتنقيح توقعاتها بصورة طفيفة في تقريرها الأخير، حيث خفضت من تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام بمقدار 50 ألف برميل يوميا ورفعت معدل النمو للعام المقبل بالمقدار نفسه. تتوقع الإدارة الآن أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 88.4 مليون برميل في اليوم في عام 2011 و89.4 مليون برميل في اليوم في العام المقبل، أي بمعدل نمو 1.37 و1.44 مليون برميل في اليوم على التوالي. حذرت الإدارة في تقريرها من مخاطر العرض والطلب على حد سواء، حيث أشارت إلى أن عدم اليقين في الاتجاه التصاعدي لتوقعات أسعار النفط الخام لا تزال نتيجة الاضطرابات المستمرة في المناطق المنتجة للنفط، مثل سورية، اليمن وليبيا. في الوقت نفسه، المخاطر السلبية على نمو الطلب لا تزال قاتمة نتيجة المخاوف بشأن معدل الانتعاش الاقتصادي العالمي، آثار العدوى من أزمة الديون في الاتحاد الأوروبي، والمسائل المالية الأخرى التي تواجه الحكومات.
على الرغم من أن توقعات الطلب العالمي على النفط الآن أضعف من السابق، إلا أن التوازن في الأسواق العالمية بين العرض والطلب في العام المقبل لا يزال هو نفسه كما كان متوقعا في الشهر الماضي، حيث إن التنقيح التنازلي في الطلب العالمي كان تقريبا متطابقا مع الانخفاض في المعروض من خارج منظمة أوبك.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More